أضاءت سماء برلين بمباراة ملحمية، حيث تألق المنتخب الهولندي أمام نظيره التركي، منهيًا اللقاء بفوز 2-1 في الملعب الأولمبي ضمن ربع نهائي يورو 2024. تحت أضواء السهرة الكروية ليلة السبت، انطلقت صافرة البداية لتبدأ حكاية مثيرة.

عندما بلغت عقارب الساعة الدقيقة السبعين، أرسل ستيفان دي فري الكرة كصاروخ إلى الشباك، ليعادل الكفة ويرسم البسمة على وجوه الجماهير البرتقالية. ولكن لم تكتف الرياح الهولندية بذلك، ففي الدقيقة الخامسة والسبعين، أخطأ التركي ميرت مولدر ووجّه الكرة إلى مرماه، ليكتب صفحة جديدة من الحظ العاثر في كتاب الأمجاد الهولندية.

جاء فرسان الطواحين بتشكيلة تعزف سيمفونية انتصارها؛ في حراسة المرمى فيربروجين، وفي خط الدفاع كتيبة قوية تضم فيرجيل فان دايك، ناثان آكي، ستيفان دي فري، ودينزل دومفريس. يتألق في الوسط تشافي سيمونز، تيجاني ريندرز، وشوتين، بينما يقود الهجوم الثلاثي المتألق ممفيس ديباي، كودي جاكبو، وبيرجواين.

أما الأتراك، فقد وقفوا بشموخ على أرض الملعب بتشكيلة تضمنت الحارس البطل ميرت جونوك، وفي الدفاع فيردي بركدجي، أكايدين، وميرت مولدور. وفي الوسط كان أيهان، صالح أوزكان، وهاكان كالهاناوجلو، بينما حمل لواء الهجوم أردا جولر، ألبير يلماز، وكينان يلدز.

ورغم أن الرياح الهولندية لم تكن عاتية في دور المجموعات، إلا أنها اشتدت في دور الستة عشر، حيث اجتاحت المنتخب الروماني بثلاثة أهداف نظيفة، لتعلن عن نفسها كمنافس شرس لا يستهان به.

وتأهل المنتخب الهولندي إلى دور الستة عشر كأفضل ثالث في المجموعة الثالثة، حيث تفوق على متصدر المجموعة الأولى، المنتخب الروماني، بثلاثية نظيفة، ممهدا الطريق لمزيد من الانتصارات.

يحلم المنتخب الهولندي، بطل عام 1988، بحجز مكان له في نصف النهائي لملاقاة الفائز بين إنجلترا وسويسرا، معتمدًا على روح التحدي وأمل العودة إلى قمة المجد الأوروبي.

وفي الجهة المقابلة، لم يكن المنتخب التركي أقل إصرارًا، فقد تجاوز منتخب النمسا بهدفين لهدف في دور الستة عشر، حيث كان لميريح ديميرال دور البطولة بتسجيله هدفين، وتألق الحارس ميرت جونوك. يأمل الأتراك في أن تستمر رحلتهم البطولية ويعيدوا كتابة تاريخهم كما فعلوا في نسخة 2008.

هكذا، تُكتب حكايات المجد في يورو 2024، بلمسات من الفن الكروي ومشاعر لا تُنسى، تسطرها أقدام اللاعبين وتعيشها قلوب الجماهير في كل لحظة من هذه البطولة الساحرة.